الرأي24/حسن بلعبيزي
قد لا تخلو البيوت المغربية، حتى في المناطق القروية النائية من بضاعة واحدة على الأقل تحمل علامة جودة “نستلي”، فإن لم يكن الحليب المجفف “نيدو” أو “غيغوز”، الذي تغذت به أجيال متتالية، فربما نجد الحليب المركز المُحَلَّى “نستلي”، أو أكياس قهوة “نسكافي”، أو مكعبات “ماجي” التي نجحت بالتدريج في إغراء المطبخ المغربي.
رحلة”نستلي” في المغرب انطلقت عام 1927 بإنشاء شركة متواضعة تحمل إسم “نستلي أنغلو سويس ميلك” التي بدأت باستيراد منتجات المجموعة. وكانت آنذاك من بين أولى الشركات التي فتحتها “نستلي” خارج أوروبا. وتطورت نشاطاتها لتصبح شركة تصدير منتجات “نستلي” عام 1941.
وفي عام 1953، تحولت إلى شركة “سومبيا” الصناعية فرع “سيتبا” التابعة لـ”نستلي” والمتخصصة في تحويل المنتجات الزراعية. وكان يجب انتظار عام 1984 لإنشاء شركة “نستلي المغرب” رسميا، التي عززت نشاطاتها الصناعية في عام 1994 بالتدشين الرسمي لمعمل الجديدة في منطقة دكالة الفلاحية.
يعُتبر معمل “نستلي” في مدينة الجديدة، الذي يمتد على 5 هكتارات ويـُشغل أزيد من 230 شخصا، من بين أحدث وأنشط معامل المجموعة الدولية. وينقسم المعمل إلى وحدتين للإنتاج هي المنتجات المشتقة من الحليب، والقهوة القابلة للذوبان، وتلبي هذه المنتجات معايير السلامة والجودة الأكثر صرامة، إذ حصل المصنع على العديد من الشهادات في مجال إدارة السلامة الغذائية وإدارة الجودة والبيئية، فضلا عن صفر نفايات للصرف.
ويتخذ مصنع الجديدة أيضا مجموعة من الإجراءات العلمية الرامية إلى الحفاظ على البيئة، بينها التحول نحو استعمال غاز البترول المسال كوقود؛ ما سيُمكن من الحد من انبعاث ثنائي أكسيد الكربون بأكثر من 3.7 ملايين كيلوغرام في السنة.
“المصنع المحلي بمدينة الجديدة يعد نموذجا متميزا في ما يتعلق باستهلاك الطاقات النظيفة والمتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية على وجه التحديد، وذلك بشراكة مع وزارة الصناعة”.
العوامل التي جذبت “نستلي” إلى المغرب
أهم العوامل التي جذبت “نستلي” إلى المغرب، وشجعتها على المزيد من الاستثمارات، أهمية الموقع الاستراتيجي للبلاد بحكم قربها من أوروبا، وتواجدها في موقع استراتيجي إزاء المغرب العربي، الذي تستفيد منه الشركة إلى أقصى حد، وأيضا إزاء إفريقيا، فالمراكب التي تذهب من الدار البيضاء يمكن أن ترسي في داكار وأبيدجان إلخ.
وفضلا عن الموقع الاستراتيجي،نجد”الكفاءة العالية جدا” لليد العاملة المغربية والرخيصة رغم ذلك. ففي المغرب يد عاملة مؤهلة جدا. عندما تعرض الشركة فرص عمل، تتلقى طلبات أشخاص من ذوي الكفاءات العالية ممن تلقوا دراساتهم في المغرب، الذي يتوفر على مدارس جيدة، أو في أوروبا فالشركة لدينا هامش واسع للاختيار في مجال التوظيف”.
ومن العوامل التي استقطبت أيضا “نستلي” إلى المغرب توفره على كميات مهمة من الحليب. ولئن كانت المملكة ليست بلدا منتجا للحليب بالدرجة الأولى مثل هولندا، فإن إنتاجه شجع “نستلي” على تصنيع الحليب خاصة وأنه يحظى بحماية جمركية هامة. وقد بدأ معمل “نستلي” في الجديدة يحقق أرباحا في مجال تصنيع الحليب ، بينما ساهمت منتجاته من “نسكافي” بقوة في تسديد تكاليف بناء وتجهيز المعمل.
وما يفسر أيضا الإقبال الكبير على الحليب المجفف في المغرب،عدم توفر جميع البيوت على ثلاجات تحفظ الحليب الطري، وأيضا مجهودات “نستلي” لضمان أعلى جودة بتخلصها من استعمال المضادات الحيوية في مختلف مراحل انتاج الحليب المجفف.
نستلي المغرب وأزمة كورونا
إتخدت نستلي المغرب إجراءات استثنائية في مواجهة الأزمة الصحية الحالية لضمان سلامة وصحة موظفيها وشركائها ،وكذا عملية جمع الحليب من منتجي الحليب المغاربة إضافة إلى توفير منتجات نستلي في نقاط البيع، كما شاركت في زخم التضامن الوطني بقيمة 4 مليون درهم لمحاربة انتشار كوفيد 19
فبالنسبة إلى نستلي المغرب، الأشخاص هم من أولويات نشاطها. والعمل بجد، خلال وباء فيروس كورونا، لضمان سلامة موظفيها وشركائها التجاريين والمجتمعات التي تعمل فيها. بالإضافة إلى معاييرها الصحية الصارمة المعتادة، قامت بتطبيق إجراءات إضافية للسلامة في مصانعها ومكاتبها ومراكز التوزيع. والتزموا بضمان استمرار إنتاج وتسليم منتجاتها ومشروباتها للمستهلكين. لتحقيق ذلك ، عملت عن كثب مع شركائها في سلسلة التوريد والتوزيع والبيع بالتقسيط، وتقييم الوضع بشكل يومي.
تواصل نستلي المغرب جمع الحليب الطري من 6000 منتج للحليب في جهة دكالة عبدة. في أوقات الأزمات هذه ، تواصل نستلي المغرب دعم منتجي الحليب بنفس مستوى التجميع، وبالتالي تضمن لهم دخلهم المعتاد.
وأمام هذا الوضع الاستثنائي وهذه اللحظات الصعبة التي يمر منها المغرب ،ساهمت نستلي المغرب، التي تتمثل ثقافتها في دعم المجتمع وخلق قيمة مشتركة، بما يصل إلى 4 ملايين درهم في زخم التضامن الوطني، بما في ذلك مليوني درهم مساهمة مباشرة للصندوق الخاص لمحاربة كوفيد-19، ومليونين آخرين تم التبرع بها على شكل منتجات نستلي لمؤسسة محمد الخامس.
تدابير استثنائية لحالة استثنائية:
ولمحاربة انتشار العدوى على نطاق أوسع، تتبنى نستلي المغرب إجراءات نظافة أكثر صرامة لموظفيها وشركائها في جميع مواقعها.
وكما هو الحال في مقر الدار البيضاء، ومصنع الجديدة ، وخلال توزيع منتجات نستلي في نقاط البيع أو عند جمع الحليب من المنتجين المحليين ، يتم اعتماد تدابير صارمة مثل :
– تنفيذ العمل عن بعد بالنسبة للمستخدمين في المكاتب قدر الإمكان. باستثناء أولئك الذين يلزم تواجدهم الشخصي لاستمرارية النشاط.
– تطبيق تدابير الحماية الصارمة “توفير جيل مطهر، احترام مسافة لا تقل عن متر واحد بين الأشخاص، توقيف الاجتماعات التي تلزم الحضور الشخصي”
– تحسيس المستخدمين بالسلوكيات التي تقلل من خطر العدوى في العمل والمنزل.
-يطلب من أي مستخدم قد يكون لديه أعراض بإبلاغ رؤساءه والذهاب إلى الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يوما.
– تنفيذ إجراءات إضافية للسلامة في مصانعها ومكاتبها ومراكز التوزيع.
– تنفيذ تدابير مكافحة العدوى المناسبة، لضمان استمرارية إنتاج وتسليم المنتجات، وذلك مع شركائها في سلسلة التوريد والتوزيع والبيع بالتقسيط.
كل هذه تدابير استثنائية اتخذتها نستلي المغرب لضمان أفضل الخدمات لزبنائها والتعامل الجيد مع هذا الوضع الاستثنائي.