الرأي24
ووري جثمان كبير رجالات منطقة سوس جمع بين المال والزهد”ابراهيم بيشا” الثرى بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء بمسقط رأسه باربعاء الساحل بتزنيت بحضور أحمد حجي والي الجهة وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وسعيد امزازي، محمد امكراز، محمد بوسعيد، وعبداللطيف وهبي ومحمد ساجد وعامل إقليم تزنيت ومسؤولين بارزين،الذين شيعوه إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب.
وكان جثمان الراحل قد وصل الى مطار اكادير المسيرة يوم أمس التلاتاء من مدينة باريس الفرنسية التي أسلم الفقيد الروح فيها بعد صراع طويل مع مرض “الباركينسون”.
ورحل الرجل، المعروف اشتغاله في عالم المال والأعمال والإحسان وكذا الزوايا الدينية بمنطقة سوس، عن عمر يناهز التسعين سنة، مخلفا إرثا تجاريا ثقيلا في ميادين المواد الغذائية والمحروقات والغاز والمعلبات.
ويعتبر إدحلي أحد أبرز داعمي المدارس العتيقة في أحواز مدينة تيزنيت، وساند طلبتها لتحصيل مختلف المعارف، كما ساعد في بناء العديد من المؤسسات والمساجد بالمنطقة.
جلالة الملك يعزي أسرة المرحوم ابراهيم بيشا
مما جاء في برقية جلالة الملك، “فقد علمنا ببالغ التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضاه، رجل الأعمال المرحوم إبراهيم ادحلي بيشا ، تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه، وأسكنه فسيح جناته”.
وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب جلالة الملك لأفراد أسرة المرحوم ومن خلالهم لأهلهم وذويهم ولكافة أصدقائه ومحبيه، ” عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه، مستحضرين، بكل تقدير، ما كان يتحلى به فقیدکم العزيز من خصال حميدة ، ومن غيرة وطنية صادقة ، جسدها رحمه الله، سواء كرجل اعمال كفء ومقتدر ، متشبث بثوابت الأمة ومقدساتها، وشديد التعلق بالعرش العلوي المجيد، أو كفاعل خير مشهود له باستباق الخيرات، حيث لم يكن يتواني في المساهمة ودعم المشاريع والأوراش الاجتماعية والإنسانية لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، فضلا عما عهد فيه من سخاء كبير في الاعتناء بحفظة القرآن الكريم وتشجيع طلبته وترغيبهم فيه”.
وأضاف جلالة الملك “فالله العلي القدير ندعو بأن يعوضكم عن رحيله المحزن جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزيه خير الجزاء وأوفاه على ماقدمه لوطنه ودينه من جليل الأعمال والمبرات، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده، الذين وعدهم سبحانه وتعالى بسكني الجنان”.
ونشر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، صورة رفقة الرجل مرفوقة بتعزية، والأمر نفسه بالنسبة للمستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو، والنائبين البرلماني إبراهيم بوغضن وعبدالله غازي.
عائلة عريقة
يعتبر إبراهيم إدحلي من بين مؤسسي المقاولات العائلية في منطقة سوس، ينحدر من قبيلة السيحل، وله أخوان اثنان عصاميان بدورهما تمكنا من بناء مقاولات ضخمة شغلت عددا ضخما من اليد العاملة في المنطقة، وكان المرحوم داعما للإسلام السمح والزوايا إلى جانب الاقتصاد.
المصاهرة والقرابة
عائلة بيشا لا تختلف كثيرا عن عائلات سوس الكبرى التي تملك رأس المال والثروة الكبيرة، في المنشأ والمسار ونوعية الاستثمار؛ “فهي أسرة مالية تقليدية انطلقت من التجارة الصغيرة إلى المقاولة الكبيرة ‘الهولدينك’، وتعتمد على العائلة الممتدة مثلها مثل عائلة بالحسن، مع تدوير رأس المال داخل العائلة عن طريق روابط القرابة والمصاهرة، ما يؤدي إلى تشكيل نوع من اللوبي العائلي”،.
لكن الاختلاف “يكمن في نشأة بيشا من قبيلة السيحل جنوب تزنيت، في حين برجوازية الجبل إبودرارن اعتمدوا في الغالب على الهجرة نحو الدارالبيضاء وفرنسا، لمراكمة الثروة عبر التجارة والصناعة… أما بيشا فيمكن اعتباره منتجا محليا خالصا، اعتمد على الاستثمار في البداية في تزنيت وأكادير ثم الصحراء، في ما يخص الصناعات الغذائية والبحرية”، وشكل العقار طفرة مهمة في مسار عائلة إيد بيشا.
واشتغل “المؤسسين الأوائل لثروة بيشا في الظل دون الخوض في السياسة بشكل مباشر، ما جعلهم يستفيدون منه كثيرا في التحالف مع السلطة ونسج علاقات طيبة مع جميع الأطراف السياسية”.