“الجرف” بإنزكان.. صرخة حي منسي يغرق في التهميش والوعود العالقة

يجد حي الجرف بمدينة إنزكان نفسه، مرة أخرى، في قلب دائرة الغضب الشعبي، حيث يعيش سكانه حالة من الإحباط العميق جراء ما يصفونه بـ “التهميش الحاد” و”الغياب الشبه التام لشروط العيش الكريم”، رغم كونه أحد أقدم الأحياء بقلب المدينة التجارية.

وفي الوقت الذي تسعى فيه إنزكان لترسيخ مكانتها كقطب اقتصادي، تظل أجزاء منها، وعلى رأسها حي الجرف، تعاني من إهمال بنيوي مزمن، ما يدفع السكان إلى رفع أصواتهم مجدداً مطالبين بإنهاء سنوات التجاهل.

البنية التحتية.. أزقة من الطين والمستنقعات
تتصدر مشاكل البنية التحتية قائمة الأسباب التي تؤرق سكان حي الجرف. فالأزقة والطرقات في هذا الحي التاريخي لا تزال في وضعية متدهورة، إذ تفتقر إلى أبسط عمليات التعبيد والتهيئة. ومع حلول كل موسم أمطار، تتحول هذه الشوارع إلى مستنقعات طينية حقيقية، تعرقل حركة الساكنة وتؤثر على سلامتهم وصحتهم، مشكلة بذلك تناقضاً صارخاً مع مكانة المدينة كمركز حضري.

ويشير السكان الغاضبون إلى أن هذه المشاكل البنيوية هي نتاج لـ “التراكم والإهمال”، حيث إن الوعود المتكررة بإطلاق مشاريع لإعادة هيكلة الحي لم تجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي على أرض الواقع.

غياب المرافق: إقصاء الشباب وتفاقم المعاناة
لا يتوقف التهميش عند حدود الطرقات، بل يمتد ليشمل الغياب شبه الكامل للمرافق الاجتماعية والترفيهية. هذا النقص الحاد يزيد من معاناة الساكنة، خاصة فئة الشباب، التي تجد نفسها محرومة من فضاءات التعبير والترفيه والأنشطة الموجهة، ما يغذي مظاهر الإقصاء الاجتماعي ويزيد من حدة المشاكل المجتمعية.

ويشدد الأهالي على أن أي تنمية حقيقية يجب أن تكون شاملة، ولا تقتصر على الجانب العمراني فقط، بل تمتد لتشمل الاستثمار في الإنسان والمجتمع المحلي.

النفايات.. أزمة بيئية وصحية على مرأى الجميع
تتفاقم الوضعية البيئية والصحية في حي الجرف بسبب الانتشار المثير للقلق للنفايات أمام المنازل وفي الفضاءات العمومية. هذا المشهد، الذي يتكرر بشكل يومي، يؤكد فشل جهود النظافة والتتبع الصحيح للوضع، ويضع صحة السكان تحت التهديد المستمر، خاصة في ظل تجاهل الهيئات المسؤولة للنداءات المتكررة بمعالجة هذه الأزمة.

السكان، الذين أعربوا عن سخطهم من تكرار الوعود الرسمية التي لم تر النور، يطالبون اليوم بـ تدخل عاجل وحقيقي من السلطات المحلية والإقليمية.

إنهم يطالبون بمشاريع تنموية ملموسة تعيد الاعتبار لحي الجرف، وتنهي حالة الإهمال والتهميش التي عاشها الحي لسنوات طوال، وتحقق مبدأ “العيش الكريم” الذي يبقى حقاً أساسياً لكل مواطن. فهل ستستجيب السلطات أخيراً لـ “صرخة الجرف” قبل أن يغرق الحي بالكامل في بحر الإهمال؟

الأخبار ذات الصلة

1 من 804

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *