في خطوة نبيلة تنمّ عن روح التعاون والانتماء، بادر شباب حي المزار بآيت ملول، إلى التبرع بكامل المبلغ الذي تم جمعه خلال احتفالية “الكرنفال” لفائدة مسجد البركة الواقع بحي الخزانت.
وتأتي هذه المبادرة في سياق يعكس النضج المدني والوعي الاجتماعي المتنامي لدى شباب الحي، الذين اختاروا أن يكون احتفالهم مناسبة للعطاء وخدمة الصالح العام بدل أن تقتصر على مظاهر الفرح فقط. وقد حظيت هذه الالتفاتة بتقدير واسع من طرف الساكنة، خاصة أن المسجد المعني يوجد في حاجة ماسة للدعم من أجل استكمال أو صيانة مرافقه.
الخطوة جاءت بمباركة من فعاليات جمعوية محلية، وتمت بتنسيق وتشاور مع جمعية إزوران المزار، مما يعكس دينامية تشاركية فعالة بين الشباب والفاعلين المحليين. وكان حميدة أيوب، الذي يوصف بكونه قائد المجموعة الشبابية، في طليعة من سهروا على هذا العمل الإنساني، موجّهًا الشباب نحو مبادرات تعزز قيم التضامن وتحفّز على الاستثمار في مشاريع ذات طابع ديني وتنموي.
وقد عبّر عدد من المتتبعين عن إعجابهم بهذه المبادرة التي تُعدّ نموذجًا يحتذى به، خاصة في ظل التحديات التي تعرفها بعض الأحياء في ما يتعلق بتوفير الموارد اللازمة لإتمام مشاريع البنيات التحتية الدينية والاجتماعية.
جدير بالذكر أن هذا العمل التضامني ليس الأول من نوعه بحي المزار، لكنه يكتسب رمزية خاصة لأنه نابع من فئة شبابية غالبًا ما يُنظر إليها باعتبارها غير منخرطة في الشأن العام، وهو ما دحضه هؤلاء الشباب بالفعل والمبادرة.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تتكرر مثل هذه الخطوات، وأن تنتقل العدوى الإيجابية إلى أحياء ومناطق أخرى، بما يعيد الثقة في طاقات الشباب وقدرتهم على التأثير وصناعة الفارق داخل مجتمعاتهم.