المنطقة الأمنية ببيوكرى: بصمات لا تغيب وجهود متواصلة في خدمة الوطن والمواطن

في جو من الفخر والاعتزاز، احتفلت المنطقة الأمنية بمدينة بيوكرى صباح اليوم الجمعة 16 ماي 2025 بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، محطة سنوية نستحضر فيها الجهود المضنية والتضحيات الجسام التي يبذلها رجال ونساء الأمن في سبيل حفظ الأمن والنظام وحماية المواطنين. هذا العام، قدمت المنطقة الأمنية حصيلة واضحة المعالم، تجسد بحق شعارها لهذا العام: “بصمات لا تغيب، جهود لا تتوقف، ويقظة لا تنام”.

لقد كان العام المنصرم شاهداً على تألق أسرة الأمن الوطني ببيوكرى، حيث تجاوزت في أدائها المهام التقليدية لتلامس تطلعات الساكنة وتستجيب لمتطلباتها المتزايدة. فخلال هذا اليوم، الذي شهد حضوراً لوفد رسمي ترأسه عامل الإقليم، تم استعراض إنجازات استثنائية برهنت أن رجال ونساء الأمن ليسوا فقط حراساً للقانون، بل هم أيضاً صناع أمل يتقاسمون هموم المجتمع ويساهمون بفعالية في بناء غد مشرق لأبناء بيوكرى.

الأرقام التي تم الكشف عنها تعكس بوضوح العمل الدؤوب والاحترافية العالية التي يتمتع بها عناصر الأمن بالمنطقة. فمعالجة 144 حادثة باقتدار كبير، وتنظيم 74 حملة تحسيسية مست 3100 تلميذ وتلميذة، هي خير دليل على الالتزام الراسخ بنشر الوعي الأمني وحماية النشء. هذه الحملات لم تقتصر على الجانب النظري، بل سعت إلى ترسيخ قيم المواطنة المسؤولة وتقديم إرشادات عملية تساهم في خلق جيل واعٍ ومحصن.

وفي سياق تعزيز مفهوم “الأمن المواطن وشرطة القرب”، تواصل المنطقة الأمنية جهودها لتقريب الإدارة من المواطنين وتسهيل حصولهم على الخدمات. إصدار 51200 بطاقة للتعريف الوطنية وتسليم 49479 منها يؤكد على هذا التوجه، محولاً الإنجاز الإداري إلى جسر متين من الثقة والتواصل الفعال بين المؤسسة الأمنية والمجتمع المحلي.

لم تغفل المنطقة الأمنية الدور الحيوي الذي تلعبه في الحفاظ على سلامة الطرق وضمان انسيابية حركة السير. فمن خلال التصدي الحازم لمخالفات السير، تم ضبط 9509 مخالفة، وتحصيل مبلغ 1619700 درهم كغرامات، مما يؤكد على أن سلامة المواطنين وأمنهم على الطرق ليسا مجالاً للمساومة أو التهاون.

أما على صعيد مكافحة الجريمة، فقد تجلت يقظة رجال الأمن في معالجة 2104 قضية وتقديم 2665 شخصاً إلى العدالة. هذه الأرقام تعكس العين الساهرة التي لا تنام والجهود المتواصلة لاقتلاع الجريمة من جذورها وحماية المجتمع من براثنها.

إن الرؤية المتكاملة للمنطقة الأمنية بمدينة بيوكرى، حاضرة إقليم اشتوكة أيت باها، تتجاوز الأدوار التقليدية لتتبنى مقاربة شمولية تستجيب للتحديات المعاصرة. فالاهتمام بالاستعمال الآمن للإنترنت، ومحاربة العنف ضد النساء، والتصدي للهجرة السرية، وغرس قيم المواطنة الحقة، كلها مؤشرات قوية على وعي المنطقة الأمنية بمسؤولياتها المتعددة وتطلعها نحو بناء مجتمع آمن ومزدهر.

إن الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس الأمن الوطني في بيوكرى ليس مجرد استعراض للإنجازات، بل هو أيضاً وقفة للتأمل وتقييم الأداء واستشراف المستقبل. إنها فرصة لتجديد العهد والالتزام بمواصلة العمل الدؤوب والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين، والسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من الأمن والرخاء لمنطقة بيوكرى وكافة ربوع المملكة المغربية. فتحية إجلال وتقدير لكل فرد من أسرة الأمن الوطني على جهودهم المخلصة وعملهم الدؤوب.

A.Boutbaoucht

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬317

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *