اهتز حي الخيام بمدينة أكادير صباح اليوم الأربعاء، الموافق لـ 23 أبريل 2025، على وقع فاجعة إنسانية مؤلمة، بعدما أقدمت ممرضة متقاعدة على إنهاء حياتها في ظروف مأساوية، ألقت بظلالها الحزينة على ساكنة الحي وكل من عرف الضحية.
وحسب المعطيات الأولية، فإن السيدة التي كانت تقيم في منزلها الواقع بالحي ذاته، أقدمت على رمي نفسها من الطابق العلوي، لتلقى حتفها في الحين، متأثرة بجروح بليغة ناجمة عن قوة الارتطام بالأرض. وفور وقوع الحادث، خيّم جو من الصدمة والحزن على سكان الحي، الذين عبّروا عن أسفهم العميق لفقدان شخصية عرفوها بطيبتها وسيرتها الحسنة.
وقد سارعت عناصر الأمن الوطني إلى موقع الحادث مباشرة بعد الإخطار، رفقة فرق الوقاية المدنية، حيث تم تطويق المكان وفتح تحقيق مستعجل، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض الوقوف على ملابسات الواقعة وتحديد الدوافع المحتملة التي قادت الضحية إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي.
وتم نقل جثمان الفقيدة إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني، حيث سيخضع للتشريح الطبي، وذلك في إطار الإجراءات القانونية المعمول بها، ولتحديد الأسباب المباشرة للوفاة.
وقد خلفت هذه الحادثة حزناً بالغاً في صفوف جيران ومعارف الضحية، الذين عبّروا عن ألمهم لما حدث، مشيرين إلى أنها كانت إنسانة محبوبة، تقاعدت بعد سنوات من العطاء في مهنة التمريض. كما طالب العديد منهم بالكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذه الفاجعة، في ظل تصاعد حالات الانتحار التي باتت تؤرق المجتمع المغربي، وتسلّط الضوء على ضرورة تعزيز جهود الوقاية والدعم النفسي، خاصة في أوساط المتقاعدين والمسنين.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة النقاش المجتمعي حول الصحة النفسية، والحاجة الملحّة إلى توفير آليات فعالة للرعاية والدعم الاجتماعي، من أجل الحدّ من مثل هذه المآسي الإنسانية التي تخلّف جراحاً عميقة لا تمحى بسهولة من ذاكرة الأحياء.